Saturday, October 18, 2014

العلم والتفكير العلمي صور

 بهذا المعنى أمر صور اختصت به الثقافة الغربية والعقل الغربي دون غيرهما من تصميم مواقع انترنت في جمهورية مصر العربيه. وهذه نظرة استعلائية بغير شك, وإن كان لها ما يبررها في سلوك الكثيرين من المثقفين بل والمتخصصين في العلوم والممارسين للبحث العلمي في العالم العربي. والأمثلة كثيرة عن (العلماء) الذين يؤمنون بتحضير الأرواح وما إليها من غيبيات.
فالتفكير العلمي يتميز بالعقلانية والمنطق الواقعي الذي يرتفع عن مستوى الخرافات التي تؤلف جانبا لا يستهان به من التراث الثقافي لدى كل الشعوب بما في ذلك التراث 


 أي أن التفكير العلمي يقوم على المواجهة المباشرة مع الواقع وفهم الأمور كما تتمثل للعقل الواعي المدرك لأبعاد الحقيقة العيانية والتي يمكن البرهنة عليها بالأدلة والحجج المقبولة عقلاً, مع توخي عدم الخلط بين النظرة العقلانية الواعية للأشياء والأفكار والتخيلات التي تفتقر إلى الدليل, كأن تُرد حالات الأعاصير والفيضانات المدمرة إلى غضب الله, أو الالتجاء إلى السحر كوسيلة فعالة لتحقيق بعض المطالب حين تفشل الوسائل العادية المألوفة في الوصول إلى الهدف. وفي وقت من الأوقات كان السحر يؤخذ على أنه (علم البدائيين) أو أنه (العلم الزائف) حسب تعبير الأنثروبولوجي البريطاني إدوارد بيرنت تايلور.

فالثورة العلمية التي يراد قيامها في العالم العربي تتجاوز وتتعدى كل هذه صور جميله عن مصر والاهرامات  والإجراءات المتعلقة بدراسة وتدريس العلم بل وأيضًا القيام ببحوث وتجارب علمية في المعامل والمختبرات واستخدام أحدث الأجهزة وأكثرها تقدمًا وتعقيدًا على الرغم من أهمية هذه العناصر وعدم إمكان الاستغناء عنها, لقيام مجتمع علمي تسود فيه ثقافة علمية حديثة ومتطورة. إنما تقتضي الثورة العلمية حدوث انقلاب شامل وتغيير جذري في تصميم مواقع للتعليم أساليب التفكير وأنماط الحياة وأنساق القيم وطرائق التعامل مع وقائع الحياة, بحيث تتوارى الخرافات والأوهام التي تملأ عقول الناس وتوجه سلوكهم اليومي وتقدم لهم تفسيرات جاهزة وخاطئة لكثير من الأمور, التي تحتاج إلى التفكير العقلاني العميق, والذي يستند إلى أدلة وشواهد محسوسة أو مقبولة عقلاً. وبقول آخر, فإن الثورة العلمية لن تتحقق على الوجه الأكمل إلا حين يصبح التفكير العلمي (ثقافة) سائدة في المجتمع العربي بكل فئاته وقطاعاته.

ولكي يصبح العلم والتفكير العلمي ثقافة, فإن الأمر يتطلب تغيير مفاهيم وأساليب التنشئة الاجتماعية منذ المراحل المبكرة في حياة الإنسان (الطفل) العربي, بما في ذلك نوع القصص والحكايات و(الحواديت) التي تسرد له في سني حياته الأولى, والتي تمتلئ في معظم الأحيان بأحداث العفاريت والجن والسحر وغير ذلك من الأوهام والتخيلات عن عالم وهمي, ينشأ الطفل على الإيمان بوجوده وبالدور الذي يلعبه سكان ذلك العالم في حياة البشر. وليس ثمة شك في أن هذه الأفكار التي تغرس في تلك السن المبكرة تلازمه طيلة حياته ويصعب انتزاعها من عقله ومخيلته فيما بعد. وقد سبق أن أشرنا إلى صور حلوه جديده عن جمهورية مصر العربيه
 ومنهم المتخصصون في فروع مختلفة من العلوم الطبيعية - بتحضير الأرواح, يحدث ذلك في عالمنا العربي, في الوقت الذي تعنى فيه المجتمعات الغربية بتعريف أطفالها بقصص الخيال العلمي الراقي, الذي يقص عليهم في أسلوب بسيط ومشوق كثيرًا.
وقد يحتاج الأمر إلى إعادة النظر في السياسة الإعلامية حول البرامج العلمية وتنقية هذه البرامج, مما يداخلها من آراء وأوهام وخرافات, بل وقد يحتاج الأمر إلى إصدار مجلات عامة عن الثقافة العلمية. ولكن في كل الأحوال يجب توجيه العناية بتربية عقل الطفل تربية علمية تحترم التفكير المنطقي, وترفض كل ما يتعارض مع.
.